من بيكاسو إلى جمع تكسير | معرض

من معرض «جمع تكسير» (2019)

 

وُلِدَ الفنّان الفلسطينيّ خالد حوراني في الخليل عام 1965، وتولّى منصب المدير الفنّيّ لـ «الأكاديميّة الدوليّة للفنون - فلسطين» (2007-2010)، وتولّى لاحقًا إدراتها (2010-2013). شارك الحوراني في العديد من المعارض الفنّيّة الدوليّة والمحلّيّة، وكان آخرها معرض «جمع تكسير» في جاليري «زاوية» في رام الله عام 2019.

عن هذا المعرض يقول حوراني: "الجموع، حشود الناس وهي في تظاهرة، أو وقفة احتجاج، أو مسيرة. مشهد الناس المتجمهرة للتعبير عن شيء ما، دائمًا ما يشدّني. هذا المشهد المألوف ليس في حياة الفلسطينيّين فقط، وإنّما في حياة معظم الشعوب العربيّة، بعد أن أصبح عنوان مرحلة في البلاد العربيّة والعالم أيضًا. هو بطريقة ما إعلان عن أنّ شيئًا ليس على ما يُرام. وما يلفت في هذه الوقفات الّتي أصبحت ظاهرة، هو تشابه الناس وهي تخرج إلى الشارع، وتشابه الصرخات، والمطالب، وحركة الأجساد، وحتّى الصمت. مع اختلاف الرايات، والشعارات، والأمكنة. ما الّذي تتقاسمه تلك الحشود في ما بينها؟".

يصف حوراني انصهار الفرد مع الجماعة، والّذي يظهر في بعض لوحاته، بأنّه أشبه بتحوّل الفرد إلى عنصر في كتلة بشريّة أكثر من كونه فردًا، إذ ينصهر مع الجماعة للحظات لينفض عنه وحدته وعزلته من ناحية، وليحقّق فعاليّته بيأس من ناحية أخرى. ولكنّه يتساءل ما الّذي يختبئ خلف هذه الأزمات الّتي تعيشها الـ «الأنا» المحاصرة وسط الجموع قبل عودتها إلى وحدتها ومصيرها؟

يضيف حوراني في الإجابة عن هذه الأسئلة:"أرسم، وأخطّط، وألوّن هذه الحشود في محاولة لالتقاط الخيط الّذي يربط كلّ ذلك مع الحياة ومآلاتها. أستلهم من هذه التظاهرات الّتي التقطّها بنفسي، أو تلك الّتي أشارك بها، أستلهم منها الأسئلة المعلّقة بين الآن والمستقبل، بين الفرد وجماعته. هل أريد تثبيت تلك اللحظة، أو تلك اللقطة، وتأبيدها بالرسم؟ لا أعرف، وأنا المائل إلى الشكّ. ولكن، يمكنني أن أقول أنّ هذه الرسومات هي أسئلة حول الوجود وحدود الـ «أنا»، وإلى أيّ درجة من التحريف يمكن لها أن تبقى هي ذاتها، وأن تحتمل التشابه أو الاختلاف".

لا يبحث حوراني عن التوثيق فحسب في لوحاته، فبحسب وصفه، إنّما هو يشارك في "الأداء الحيّ في الفضاء العامّ، وأرى نفسي هناك وأراكم في حدث مادّته الأساسيّة هي الناس الّتي تعاني اختلال الأزمنة والأمكنة، واختلال السياسة في العالم بشكل مريب كما لم يحدث من قبل". وعن الشخصيّات الّتي تظهر في اللوحات يقول:"إنّها بورتريهات لمجهولين بقدر ما هي شخصيّة وتشبهنا جميعًا هنا في رام الله وغيرها من الأمكنة كما في الخرطوم".

يختتم حورانيّ كلامه عن المعرض قائلًا:"هذا المعرض في الغالب هو تعبير عن تلك اللحظات الّتي يخرج فيها الناس مدفوعين باليأس، وفقدان الأمل، والشعور الغامض بأنّ التغيير يأتي من القاعدة وليس من أعلى، من الفرد وليس من القادة أو المفكّرين. وهو أيضًا عن الناس في لحظات ومواقف أخرى. لقد استعرت عنوان معرض «جمع تكسير» من قواعد اللغة العربيّة؛ فثمّة جمع المؤنّث السالم، وجمع المذكّر السالم، وثمّة جمع التكسير والّذي يدلّ على أكثر من اثنين أو اثنتين ويصلح للمذكّر والمؤنّث، للعاقل وغير العاقل. حين نجمع الكلمة المفرد تتبدّل حروفها، وتتغيّر وتتكسّر".

تنشر فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا رقميًّا لمعرض «جمع تكسير» إضافة إلى بعض أعمال معرض «بيكاسّو في فلسطين».

 

 

من معرض «جمع تكسير» (2019)

 

 

من معرض «جمع تكسير» (2019)

 

 

من معرض «جمع تكسير» (2019)

 

 

من معرض «جمع تكسير» (2019)

 

 

من معرض «جمع تكسير» (2019)

 

 

من معرض «جمع تكسير» (2019)

 

 

من معرض «جمع تكسير» (2019)

 

 

 «بيكاسّو في فلسطين» (2009-2011)

 

 

 «بيكاسّو في فلسطين» (2009-2011) 

 

 


 

خالد حوراني

 

 

 

فنّان ومنسّق. شَغَلَ منصب المدير الفنّيّ لـ «الأكاديميّة الدوليّة للفنون في فلسطين». عُرِضَتْ أعماله عبر الشرق الأوسط، وأوروبا، والولايات المتّحدة، كما نسّق وشارك في عديد ورشات العمل لفنّانين عالميّين.